أحمد مرسى مشرف
الجنس : عدد المساهمات : 63 تاريخ التسجيل : 20/01/2012 العمر : 39
| موضوع: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الجمعة يناير 20, 2012 11:01 pm | |
| وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ إن المحن من سنن الله في هذه الطريق طريق الجهاد والثبات ظاهرها التعب والنصب وباطنها الرحمة، ففي طياتها تحمل الخير لتكون منحا في صورة محن،وهل يريد الله بأهل خاصته إلا الخير بكل ما يجري عليهم؟ والمحن ليست فترات مميتة، ولا ضربات قاضية،ولكنها فترات حية وصفعات رحمة إلهية تُنشئ قوة دافعةللسير على طريق الحق في قوة وثبات أكبر.ما أحوجَ المرء في هذا الزَّمان - وفي كلِّ زمان - أن يعيشَ متأمِّلاً ومتدبِّرًا لآيات الرحمن، كثيرَ الوقوف مع ما فيها من دروسٍ وحِكَم وبرهان!الطريق طويلة شاقة حافلة بالعقبات والأشواكمفروشة بالدماء والأشلاء ، محفوفة بالمخاطر والفتن والابتلاءات ، يدوى فى جنباتها عويلُ المجرمين من الكفار والمنافقينو لو كان سلوك هذا الطريق الكريم سهلاً ليناًلا يكلف عرقاً وروحاً ودماً لسهل على كل إنسانأن يكون صاحب دعوة ولاختلـطت حينئذ دعوات الحق ودعاوى الباطل!!ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة, فكانت حياته خير مثال للصبر، أوذي - صلى الله عليه وسلم - حسًّا ومعنًى فما كان منه إلا الصبر، وكان له عند ربه - جل وعلا - أعظمُ الظفر.والمحن هي التي تكشف معادن الناس ويصبحوا معها على أصناف: فمنهم: الصابر الصامد المحتسب، وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله:(آلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران:173.ومنهم: المهزوز المنهزم الذي لا يلبث أن يسقط وينسحب من ساحة الصراع، وهم الذين ينطبق عليهم قوله تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ..) العنكبوت:10. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلميتعرض هو وأصحابه في مكة لألوان من الأذى والمحن،فكان يوصي أصحابه بالصبر والثبات،ويبشرهم بالجنة والنصر والتمكين، والذين ثبتوا مع الرسول صلى الله عليه وسلمبعد أن أصابهم من الضر ما أصابهم هم من كانوا قادة الفتوحات،وحملة راية الجهاد، والأئمة الهداة بعد ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:(بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين) ، لقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)السجدة:24وما أصدق القائل:لولا المشقّةُ سادَ الناسُ كلهُمُ ... الجودُ يُفقِرُ والإقدامُ قَتّالُيقول سيد قطب _ رحمه الله _فالفتنة سنة جارية لامتحان القلوب وتمحيص الصفوفلأن الإيمان أمانة الله فى الأرض لا يحملها إلا من هم لها أهلوفيهم على حملها قدرة وفى قلوبهم تجرُّد لها وإخلاص لا يحملها إلا الذين يؤثرونها على الراحة والدعةوعلى الأمة والسلامة وعلى المتاع والإغراء ، وإنها لأمانة الخلافة فى الأرض وقيادة الناس إلى طريق اللهوتحقيق كلمته فى عالم الحياة.فهى أمانة كريمة وهى أمانة ثقيلةومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاءولله الحكمة البالغة فإن برزو المجرمين لحرب الدعواتيقوى عودها ويطبعها بطابع الجد الذى يناسب طبيعتها ،وكفاح وجهاد أصحاب الدعوات للمجرمين الذين يتصدون لها مهما كلفهم من مشقة وكلفة هو الذى يميز الدعوات الحقة من الدعاوى الزائفة ،وهو الذى يمحص القائمين عليها ويطرد الزائفين عنهافلا يبقى إلا العناصر القوية المؤمنة المتجردة التى لا تبتغى المغانم ولا تريد إلا الدعوة خالصةتبتغى بها وجه الله تعالى مؤثرين دعوتهم على الراحة والمتاعوأعراض الحياة الدنيا بل على الحياة نفسهاحين تقتضيهم دعوتهم أن يستشهدوا فى سبيلها وهؤلاء بجدارة هم أصحاب الأهلية لحمل راية هذه الدعوةوالسير بها بين الأشواك والصخور وهم واثقون فيما عند الله تعالى من إحدى الحسنيينإما النصر وإما الشهادة""وهكذا فإن موكب الدعوة إلى الله الموغل فى القدمالضارب فى شعاب الزمان ماض من الطريق اللاحب ماضٍ فى الخط الواصب مستقيم الخطى ثابت الأقداميعترض طريقه المجرمون من كل قبيليقاومه التابعون من الضالين والمتبوعين ويصيب الأذى من يصيب من الدعاه وتسيل الدماء وتتمزق الأشلاء والموكب فى طريقه لا ينحنى ولا ينثنى ولا ينكص ولا يجيد والعاقبة مهما طال الزمن للمؤمنين والوصول – أحبتى – إلى هذا المرتقى الكريم يحتاج حتماً إلى زاد الدعوة اللازم لكل مرحلة من مراحل هذا الطريق الطويل الشاق ألا وهو"الصبر الجميل" اهــــ ففي البلاء عافية، وفي المِحنة منحة، ووراء الذُّل والظُّلمة عزٌّ ونور؛ لأنَّ الله هو الذي قدَّرَ وأراد،وهو الذي يقضي ويشاء، وهو - سبحانه وتعالى - يقول:﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾[البقرة: 216]. ثم إنَّ تلك الخيريَّة الْمُضيئة كحال ذلك المَجد المنير، لا يُمكن الوُصُول إليه إلاَّ بالصبر الجميل:﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً ﴾ [المعارج: 5][/center]
وبالصبر الطَّويل: ﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ﴾ [آل عمران: 200]؛
لاَ تَحْسَبِ الْمَجْدَ تَمْرًا أَنْتَ آكِلُهُ لَنْ تَبْلُغَ الْمَجْدَ حَتَّى تَلْعَقَ الصَّبِرَا
وحادي الصابرين في صبْرهم هو معرفتُهم بربِّهم - جلَّ وعلا - وإدراكُهم لحقيقة أنفسهم: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، إنَّهم عبيدٌ لله، وله مَمْلوكون، وإليه صائرون وراجعون، فكان جزاءُ الصَّبْر والتسليم؛ ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 157].
ثُم ماذا لَهم من ربِّهم لما صبروا على البلاء؟ وماذا عليهم لما سخطوا؟ إسمع أخي الحبيب
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم؛ فمن رَضِي فله الرِّضا، ومَن سخط فله السُّخط))؛ رواه التِّرمذي وابن ماجَهْ، وحسَّنَه الألباني.
فلا بد من الصَّبر، ومن لَم يُرْزَق الصبر جبِلَّةً، فعليه أن يُجاهد نفسه على الصَّبْر، وأن يتصبَّر؛ فإن الصبْر أعظم عطاء، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر))؛ متفق عليه.
ففي هذا الطريق الشائك سيصطفي الله سبحانه بلا شك شهداء على صحة المسيرة، وقد يُعد ذلك خسارة! وظاهر الأمر أننا خسرناهم وخسرنا جهدهم وجهادهم، ولكن حقيقة الأمر أن شهادة الشهيد في سبيل دعوته وغايته دليل على سمو هذه الدعوة ونبل الغاية، ورمز للتضحية والفداء في سبيل العقيدة، إن شهادة الشهيد أعظم وأعمق أثرا في النفوس من وعظ مئة واعظ، إنها زاد ووقود للأجيال الحاضرة والمستقبلة، ها نحن نقرأ استشهاد ياسر وسمية رضي الله عنهما فنحس بدفعة إيمانية وزاد نستعين به في الطريق برغم مرور قرون على استشهادهما، أما الشهداء أنفسهم فقد فازوا برضوان الله والجنة، فعلينا أن نؤدي واجبنا ونثبت كما ثبتوا فنفوز كما فازوا
ثم إنَّ الصبرقَرينُ الشِّدة والكرب، لأنَّهما الطريقُ الشَّائك والصحيح، الذي يوصل الإنسان إلى حياة المَجد، والنَّجاح، والفلاَح.
فمهما ادْلَهمَّت الكروب،وضاقت الدُّروب علىالناس، وازدادت ظلمة الليل،فإنَّ الفجر قادمٌ يلوح بالنُّور والضياءوالفرج القريب.
ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا فُرِجَتْ وَكُنْتُ أَظُنُّهَا لاَ تُفْرَجُ
اللهم اجهلنا من الصابرين المحتسبين اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا واكرمنا ولا تهنا اللهم اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار
| |
|
Admin Admin
الجنس : عدد المساهمات : 1449 تاريخ التسجيل : 26/12/2011 العمر : 30 الموقع : منتديات سراج للصيد العربي
| موضوع: رد: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ السبت يناير 21, 2012 12:42 am | |
| شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اخي ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي
| |
|